دخول العثمانيين أوروبا بثمانين مجاهدا فقط !!
[post_ad]
كانت الغرفة الكبيرة مملوءة برؤساء عشيرة قابي وبرجالها . كان الجميع
في انتظار الغازي أورخان بن عثمان الذي أرسل إليهم ليشاورهم في أمر هام لم
يفصح عنه لأحد , ما الأمر لما استدعاهم السلطان أهناك معاهدة جديدة مع
البيزنطيين يريد أن يأخذ رأيهم في بنود المعاهدة كان الهمس يدور بين الجميع
. دخل السلطان أورخان يتبعه ابنه الأكبر سليمان باشا سلام عليهم بسلام
الإسلام وردوا عليه
أجال أورخان نظره في الجالسين ثم تكلم وقال : يا إخواني تعلمون أننا تم
فتح مدينة بورصة وجعلناها عاصمة لمملكتا فحققنا بذلك وصية والدنا عثمان
رحمه الله وقفنا الله لفتح جميع حصون ومعاقل الروم في هذه المنطقة حتى اضطر
إمبراطورهم يوانيس السادس إلي عقد الصلح معنا ولكن لا يكفي هذا إذا علينا
أن نعبرا إلي رومللي لنستمر في الفوحات ونشر الإسلام فما رأيكم وما قولكم ؟
قام الغازي فاضل بك وهتف وقال الله أكبر الله أكبر لقد كنا نتظر هذه
البشري منذ وقت طويل بارك الله فيكم ونحن جميعا من ورائك وسري الانفعال إلي
الآخرين , فهمس سليمان إلي والده أورخان وقال له : ألا تجعلني علي رأس هذه
الحملة يا أبي ؟
ابتسم الوالد من رغية ابنه لكنه تردد قليلا فهذه
الحملة تحتاج إلي حكمة قائد محنك وليس لشاب صغيرة فاستشار قواده في ذلك .
وكان الجميع يعرف سليمان حق المعرفة ويعرفون بسالته وشجاعته في المعارك
الطاحنة التي خاضها معهم لذا قالوا : حسنا يفعل ونحن تحت إمرته وطوع بنانه
إذن نوليه هذه االقيادة بعد التوكل علي الله عز وجل ... ولكن يا إخواني
أرجو أن تساعدوه وأن تشيروا عليه أن يستشيركم في كل أمر في هذه الحملة . في
صباح أحد الأيام كانت هناك حركة دائبة في معسكر المسلمين إذ حدت السيوف
والرماح ولبست الدروع وتعالي صهيل الخيول وبعد قليل توجه فرسان الإسلام نحو
الشمال حتى انتهي البر وظهر البحر
هذا هو البحر الذي يفصلهم عن
قارة أوروبا عن مكان جديد سينشرون فيها الإسلام بأخلاقهم . عسكر المسلمون
هناك ريثما يجدوا حلا لعبور هذا البحر . كان الأمير سليمان دائم التفكير في
كيفية حل هذه المشكلة وبينما هو واقف في الساحل يتطلع ساهما إلي الضفة
الآخري في البحر اقترب منه الغازي فاضل بك ومعه الفارس أجه بي
سال أجه بي بماذا تفكر أيها الأمير
قال الأمير سليمان بن أورخان : أفكر في كيفية عبور هذا البحر إلي الضفة الأخري دون أن يشعر الأعداء بذلك
قال الفارس أجه بي إن أصدرتم لنا أمركم فسنعبر نحن
قال الأمير سليمان : كيف هذا ؟ ومن أين ؟
قال أجه بي : علمنا أن هناك مضيقا قريبا نستطيع العبود عنده ويوجد لهم حصن هناك
الأمير سليمان : حسنا اعبروا إذان ولكن مهمة استطلاعية في أول الأمر
ذهبوا إلي المضيق وصنعوا هناك طوفا صغيرا من جذوع الأشجار وعندما حل
المساء ركب الغازي فاضل بك والفارس أجه بي مع عدد قليل من الفرسان وانتقلوا
به إلي الضفة الأخري وهناك رأوا أحد الأشخاص وهو نائم فألقوا القبض عليه
ورجعوا به إلي الأمير سليمان . كان هذا الأسير يرتجف من الخوف إذ أيقن أنهم
سيقتلونه
ولكن الأمير سليمان هدأ من روعه وأطعمه وأهدي إليه حلة
جيدة وهدايا أخري جعلته يطير من الفرح ثم سأله : أتستطيع أن تدلنا علي منفذ
نستطيع الدخول منه إلي الحصن دون أن يحس بنا أحد ؟ قال الرجل أجل سيدي ..
أستطيع ذلك إذ أنني أعرف الحصن جيدا , قال الأمير : لو فعلت هذا وتحققنا من
صدق كلامك فسأجزل لك العطاء . قال الرجل أنا أعدكم يا سيدي لن يحس بنا أحد
أصدر سليمان باشا أمره بصنع أطواف أخري أكبر حجما وفي مساء اليوم الثاني
وبعد أن تم ذلك اختار ثمانين صنديدا من فرسانه ركبوا الأطواف وانتقوا به في
جنح الظلام إلي الضفة الأخري بكل هدوء هناك دلهم الرجل علي ممر سري ( كان
الممر السري كان قناة المياة تصرف المياه القذرة للحصن وترمي بها إلي البحر
)
تسلل الأمير سليمان باشا وجنوده الثمانون إلي الحصن بكل هدوء كان
الموسم موسم حصاد لذا فقد كان أكثر سكان الحصن في البساتين والحقول , ولم
تتيسر المقاومة للأعداء فقد نزل عليهم دخول المسلمين كصاعقة فاستسلموا ولم
يتعرض المسلمين لهم بأي أذي
لم يدع سليمان باشا الوقت يمر بدون
فائدة فأرسل بعض رجاله حيث استولوا علي السفن الراسية هناك وانتقلوا بها
إلي الضفة الأخري ونقوا بقية الجنود هناك . وقبل أن ينتشر هذا الخبر أي خبر
استيلاء المسلمين علي الحصن هاجم المسلمون حصنا قريبا آخر وفتحوه أيضا
فأصبحوا يملكون حصنين كبيرين كموضع قدم لهم في قارة جديدة يطأوونها لأول
مرة
وقد كانت هذه هي البداية بداية انتشار المسلمين في هذه قارة مرة أخري وقد كان لهم فيها صولات وجولات وفتوحات كبيرة
المصدر
روائع من التاريخ العثماني
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
تعليقات