معركة مؤتة
[post_ad]
كانت
معركة مؤتة أول معركة يشترك فيها سيف الله بعد إسلامه وبعد قتل قادة الجيش
الثلاثة رضي الله عنهما وانكشف المسلمين كما قال أبو عامر ( انهزم
المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط حتى لم أر اثنين جميعا ) فأخذ اللواء ثابت
بن أقرم ودفع اللواء إلي خالد بن الوليد رضي الله عنهما وقال : خذ اللواء
يا أبا سليمان فأنت أدري بالقتال مني والله ما أخذته إلا لك
وتلقي
خالد اللواء وأصبح قائدا عاما للمسلمين في أصعب ظروف جيش أنهكه القتال
الشديد الضاري طليلة الأيام الستة ... ثلاثة آلاف مجاهد يواجهون أعتي قوة
علي وجه الأرض بجيش قوامه مئتا ألف مقاتل , جيش قد انفرط عقده وفقد تنظيمه
موقف جعل هذا الجيش مهيأ لأن يدمر تدميرا كاملا أو يقع بكامله أسيرا في
قبضة الرومان
واعتلي العبقري جواده ودفع الراية بيمينه إلي الأمام
كأنما يقرع بها أبوابا مغلقة آن تفتح علي طريق طويل لاحب يقطعه البطل وثبا
وثبا في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم وبعد مماته حتى تبلغ المقادير أن
يصبح أقوي شخصية عسكري علي مر العصور
فقد كانت خطة انسحاب خالد
بالجيش رائعة فقد قام بتبديل كلي في الميمنة والميسرة والقلب من جيشه فجعل
رجال ميمنة الجيش مكان رجال الميسرة وفعل ذلك بعكس كما استبدل رجال القلب
برجال آخرين , كل هذا في ظلام الليل وجعل مقدمة الجيش ساقة وساقته مقدمة ,
نشر خالد الساقة ليحتل فرسانها مساحة شاسعة من الأرض وأمرهم أن يحدثوا
أصواتا مرتفعة بما لديهم من أبواق وطبول حربية وإثارة الغبار بالخيل تدور
بسرعة في دوائر ضيقة كل هذا ليدخل في نفوس الروم ويوهمهم أن جيشا جديدا
ومددا كبيرا جاء من المدينة
هذه هي الخطة التي وضعها القائد المحنك
الفذ فأنقذ بها جيش الإسلام من فناء محقق , فقد وجد الرومان أنفسهم أثناء
تقابل الصفوف في اليوم السابع أمام قادة وجنود وهيئات ورايات غير التي
كانوا يواجهونها في الصفوف الأولي أثناء القتال في الأيام الستة الماضية
ووجد الرومان غبارا يسد الأفق من بعيد ناحية الجزيرة خلف ظهر الجيش
الإسلامي ودوت أصوات التهليل والتكبير منبعثة من بين ثنايا ذلك الغبار الذي
حجب الأفق ثم انشق هذا الغبار عن كتائب من الفرسان تتبع إحداهما الأخري في
تنسيق وإحكام راكضة نحو المسلمين في مؤتة قد رجفت الأرض رجفا لوقع حوافر
خيلها المنطلقة وأصوات فرسانها تصم آذان الرومان بالتهليل والتكبير واهتز
معسكر المسلمين المواجه للرومان بالتهليل والتكبير
ودب الفزع في
نفوس الروم وسادهم الهرج والمرج ولسان حالهم يقول : إذا كان ثلاثة آلاف قد
فعلوا بنا هذا طيلة الأيام الستة الماضية فما عساهم فاعلين بعد مجي هذا
المدد الضخم من المدينة .... تضعضعت خطوط الروم الأمامية وركبهم المسلمون
و؟أحدثوا في الرومان مقتلة عظيمة
يقول ابن سعد أخذ خالد اللواء ثم
حمل علي القوم كالصاعقة فهزمهم الله أسوء هزيمة حتى وضع المسلمون أسيافهم
حيث شاؤوا وكان القتال ضاريا خاضه المسلمون بكل قوة وكان يوم طاحنة وكان
الرومان في تراجعهم أمام هجوم خالد الكساح عليهم يقاتلون بكل شرس لصد هذا
الأعصار من المسلمين وليس أدل علي عنف المعركة قول سيف الله ( لقد انقطعت
في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صحيفة يمانية
ولما
كان هدف خالد من كل هذه الأعمال والخدع الحربية هو أن يؤمن الجيش الإسلام
انسحابا منظما من مؤتة فاغتنم فرصة ارتباك الروم من الهجوم الكساح فأصدر
أوامره إلي الجيش بالارتداد بالجيش نحو الجنوب علي تعبئة وانتظام فأخذ
الجيش يغادر ميدان المعركة منسحبا بكل هدوء وضبط وانتظام
المصادر
الكامل في التاريخ
تاريخ الطبري
البداية والنهاية
خالد بن الوليد الجنرال أكرم
صلاح الأمة في علو الهمة
ترطيب الأفواه
قادة لا تنس
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }
تعليقات