الرد على صورة الـ5000 إله

كما يستخدم بعض رجال الدين والدعاة معلومات مضللة / غير دقيقة / أو مكذوبة لما يتصورونه أنه خدمة للدين..فكذلك بعض الملحدين يفعل الشيء ذاته...يروج لمعلومات غير صحيحة أو تمزج بين شيء صحيحة وآخر مكذوب، لتصل إلى ما يهدفون له من ترويج للإلحاد...

مثال هذه الصورة المنتشرة ومثيلاتها التي تستخدم نفس الفكرة: هناك 5000 إله تقريبا في هذا العالم، ولكن لا تقلق وحده إلهك هو الحقيقي.

هدف الصورة هو إشعار المتلقي بضآلة حجم إلهه بين 5000 إله آخر، وسخف أن يكون إلهه هو الوحيد الحقيقي...أو سخف فكرة الإله نفسها كهدف نهائي...

مبدئيا رقم ال 5000 التقريبي يبالغ قليلا إذا يقرب 4200 إلى 5000 بدلا من أن يقربها إلى ال 4000 ...ولكن هذه ليست مشكلة على الإطلاق، المشكلة أن رقم ال 4200 لا يخص الإلهة أبدا ، بل يخص الأديان! والفرق كبير...إذا جمعت مثلا الأديان الإبراهيمية الثلاث وقلت أن هناك آلهة ثلاثة لها فهذا ببساطة تضليل.

اي أن التضليل هنا ساوى بين الدين وبين الإله، رغم أن الأمر في جوهره قد يكون تصورات مختلفة لنفس الإله...وهو أمر جلي جدا في اليهودية والمسيحية والإسلام، الإله واحد ...ولكن فهمه وتصوره والتعبير عنه مختلف من دين لآخر.

لا يقف التضليل عند هذا...بل يصل أيضا إلى حساب كل الطوائف والفرق المنضوية تحت الأديان الرئيسية إلى أديان منفصلة!....بل حتى الفرق المنشقة عن الفرق تحسب كدين منفصل في إحصاء التضليل هذذا ، شهود يهودة مثلا لا تحسب مع المسيحية، السبتيون لا يحسبون مع المسحيين ولا حتى مع البروتستانت..وهكذا، وطبعا لدينا في القائمة كل فرقنا وطوائفنا وكل واحدة منها تضيف إلها حسب قائمة الآلهة المضللة.

نعم هناك أديان كثيرة في العالم، ونعم يمكن أن يكون السؤال مطروحا وبقوة وجدية: لماذا تعتقد أن دينك وحده صواب؟

لكن الرقم سيكون أقل بكثير من 5000..

بل أقل من عشرين...

وعندها سيكون النقاش جادا ومثمرا...

ربما يحتاج الملحدون إلى حملة #فتبينوا خاصة بهم :)

*** 

ملحوظة: لا ينتبه الملحدون أنهم بترويجهم لهذا العدد، يؤكدون ضمنا على أن فكرة وجود الإله عالمية جدا وأنها شملت كل الحضارات والمجتمعات الإنسانية...

مثل كل شيء حقيقي ولا يمكن أن يزاح....

ملحوظة أخرى..معتقدات القبائل ا(لافريقية مثلا) والمعتقدات المحلية الخاصة بأعراق معينة لا يمكن أن تندرج في قائمة الأديان كأديان مستقلة لأنها تعبر غالبا عن ظواهر ثقافية فولكلورية تحمل تصورا مشابها لفكرة الإله الموجودة في أديان أخرى..طبيعتها التي تجعلها خاصة بقبيلة ما مثلا يجعلها غير قابلة لان تبحث ضمنها عن الدين الحق..ما دمت لست من القبيلة...

منقول من صفحة أحمد خيري العمري على فيس بوك